من المتوقع أن يتضاعف سوق التكنولوجيا العقارية في الإمارات العربية المتحدة ثلاث مرات ليصل إلى 1.55 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 17.49% بحلول عام 2030
يكتسب التوسع السريع لسوق التكنولوجيا العقارية أهمية بالغة بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل سعيها الحثيث لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والعقارات والحياة الحضرية الذكية. ومن خلال دمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء (IoT)، بالإضافة إلى الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ستعزز هذه المبادرة تحسين الكفاءة والشفافية وتجربة العملاء في قطاع العقارات.
من المتوقع أن يتضاعف قطاع التكنولوجيا العقارية في الإمارات العربية المتحدة، الذي بلغت قيمته 2.24 مليار درهم إماراتي في عام 2024، ثلاث مرات تقريبًا ليصل إلى 5.69 مليار درهم إماراتي (1.55 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 17.49%، وفقًا لشركة “ريسيرش آند ماركتس” المتخصصة في تحليلات السوق. ويعزى هذا النمو بشكل كبير إلى التوسع في استخدام التقنيات المصممة لتبسيط العمليات في جميع مراحل تطوير العقارات وإدارتها ومعاملاتها واستثماراتها، مع المساهمة في خفض التكاليف الإجمالية.
يُسهّل دمج الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، تحديدًا في سوق الإنشاءات المحلي، إنجاز المشاريع بذكاء وسرعة وكفاءة أعلى. تُحسّن هذه التقنيات دقة التصميم، وتعزز التعاون، وتقلل الأخطاء، مما يجعلها مثاليةً للمشاريع التنموية السريعة وعالية القيمة في البلاد. ومع تبني الدولة للتحول الرقمي، يُقدّم الواقع الافتراضي والواقع المعزز ميزةً تنافسيةً من خلال تعزيز الإنتاجية والسلامة والتفاعل مع العملاء.
مع ثبات التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بأن تصبح رائدة عالميًا في مجال التنمية الذكية والمستدامة، من المتوقع أن يتوسع دور تكنولوجيا العقارات بشكل أكبر. بدءًا من تحسين سير العمل في الإنشاءات وصولًا إلى تعزيز تفاعل العملاء واتخاذ القرارات الاستثمارية، إلى جانب الدعم الحكومي المستمر وثقة المستثمرين، يُحدث هذا القطاع تحولًا جذريًا في المشهد العقاري.
إطلاق مركز دبي للتكنولوجيا العقارية
في يوليو 2025، أُطلق مركز دبي للتكنولوجيا العقارية بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم. تهدف هذه المبادرة إلى مضاعفة حجم سوق التكنولوجيا العقارية في دبي إلى أكثر من 4.5 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2030، ودعم أكثر من 200 شركة ناشئة في هذا المجال، وجذب استثمارات تتجاوز مليار درهم إماراتي. يوفر المركز منظومة متكاملة تضم حاضنات أعمال متطورة، ومساحات عمل ذكية، وبنية تحتية لتطوير نماذج الأعمال تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانة دبي كوجهة عالمية رائدة في مجال الابتكار العقاري.
علاوةً على ذلك، يُعد قطاع التكنولوجيا العقارية في دولة الإمارات العربية المتحدة أسرع المراكز نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تضاعف عدد الشركات ثلاث مرات خلال العامين الماضيين ليصل إلى 189 شركة . وتُعد الاستدامة محورًا أساسيًا، حيث تعمل المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين استهلاك الطاقة والصيانة التنبؤية، وتُسهّل تقنية البلوك تشين الحصول على شهادات المباني الخضراء الشفافة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2030 وأهدافها المتعلقة بالانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
